كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها وانتهاكاتها في جنين بشكل يومي، في محاولة لكسر صمود أهلها وتركيع المقاومة، حيث تشهد المدينة اقتحامات متكررة، واعتقالات تعسفية، واستهدافاً مباشرًا للبنية التحتية والمنازل، ورغم هذا التصعيد الوحشي، يواصل أهالي جنين التمسك بأرضهم ومقاومتهم، مؤكدين أن إرادة الحرية أقوى من آلة القمع.
اقتحمت جرافات الاحتلال مخيم جنين، وشرعت بعمليات هدم طالت عددًا من المنازل، في استمرار لسياسة التدمير الممنهج التي تتبعها قوات الاحتلال ضد البنية التحتية والسكنية في المخيم، رغم حالة الفراغ التي يشهدها المخيم بسبب إجبار نحو 21 ألف فلسطيني على النزوح القسري من منازلهم، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية.
اللية الماضية ومساء أمس؛ احتجزت قوات الاحتلال عددا من المواطنين والعائلات جلهم من النساء والأطفال عند مدخل مخيم جنين، وتحديدا في حي الزهراء، ومن بينهم مواطن كان رفقة زوجته المريضة كان ذاهباً إلى مستشفى جنين الحكومي، وقام جنود الاحتلال باحتجازه عند عودته لمركبته المركونة بالقرب من مدخل المخيم.
داهمت قوات الاحتلال داهمت عددا من منازل المواطنين في المخيم ومحيطة وقامت بتفتيشها بطريقة همجية، واعتقلت ثلاثة شبان من حي "خلة الصوحة" بالقرب من المخيم، بعد أن اقتحمت الحي وداهمت عددًا من منازل المواطنين وفتشتها، وأوقفت عددا من المواطنين بينهم نساء وأطفال كانوا بالقرب من مخيم جنين وعلى مداخلها.
يستمر الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية ومدرعات إلى المدينة والمخيم، والجرافات الثقيلة، من حاجز الجلمة العسكري إلى محيط المخيم، ونشر قوة من الجنود المشاة في منطقة الغبز في محيط المخيم ومنطقة واد برقين، وشق الطرق وتوسيعها، وتغيير معالم المخيم، وهدم منازل المواطنين.
أدت العدوان في مدينة ومخيم جنين إلى استشهاد 38 شهيدا، فيما تواصل جرافات الاحتلال عمليات التدمير الواسعة لشوارع جنين الرئيسية والبنية التحتية، إلى جانب عمليات التخريب الممنهجة من دبابات الاحتلال التي اقتحمت المدينة لأول مرة منذ عام 2002.
أسفرت عمليات التدمير والتخريب التي يرتكبها جيش الاحتلال عن هدم أكثر من 3250 وحدة سكنية بشكل كامل أو جزئي أو تم حرقها، إضافة إلى انقطاع المياه والكهرباء والنقص الحاد في الطعام والاحتياجات الأساسية للأطفال نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق.
بوجود جيش الاحتلال الذي نشر الموت والخراب والدمار في المخيم وأزقته؛ توقفت كافة مظاهر الحياة في مخيم جنين بينها المدارس والخدمات الصحية، بينما طالت اعتقالات الاحتلال أكثر من 300 فلسطينيا، إلى جانب إخضاع العشرات للتحقيق الميداني، وذلك خلال عمليات المداهمة الواسعة للمنازل والتي بلغت 733 عملية، تزامنا مع 15 عملية قصف جوي إسرائيلي.