بيان صحفي رقم (700) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي
المكتب الإعلامي الحكومي - غزة

 نُشيد بالتقارير الدولية التي توثق وتؤكّد ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" جرائم إبادة جماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وندعو المجتمع الدَّولي إلى تحمل مسؤولياته ونطالب بتحرك دولي عاجل لوقف فوري للإبادة الجماعية*

يُشيد المكتب الإعلامي الحكومي بالتقارير الدولية الصادرة عن عدة منظمات قانونية وحقوقية وإنسانية دولية وثّقت وأكّدت ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" جرائم إبادة جماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، ويدعو المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، كما ويطالبه بتحرك دولي عاجل لوقف فوري للإبادة الجماعية المستمرة منذ 440 يوماً بشكل متواصل وبلا توقف.

حيث أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch) تقريراً مهماً أشارت فيه إلى مظاهر الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وقالت المنظمة في تقريرها بأن "السلطات الإسرائيلية تعمّدت فرض ظروف معيشية مُصمَّمة لتدمير جزء من السكان في غزة، وذلك من خلال تعمد حرمان المدنيين الفلسطينيين هناك من الوصول إلى المياه بشكل كافٍ، ما أدى على الأرجح إلى آلاف الوفيات".

وأضافت المنظمة قائلة: "بهذا الفعل، تتحمل السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في الإبادة وعن أفعال الإبادة الجماعية - وقد يرقى هذا النمط من السلوك، إلى جانب التصريحات التي تشير إلى أن بعض المسؤولين الإسرائيليين كانوا يرغبون في تدمير الفلسطينيين في غزة، إلى جريمة الإبادة الجماعية".

وطالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومات والمنظمات الدولية إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمنع الإبادة الجماعية في غزة، ووقف المساعدات العسكرية، ومراجعة الاتفاقيات الثنائية والعلاقات الدبلوماسية، ودعم "المحكمة الجنائية الدولية" وغيرها من جهود المساءلة. في إشارة إلى ملاحقة مجرمي الحرب "الإسرائيليين".

كما وأصدرت منظمة العفو الدولية (Amnesty International) تقريراً بعنوان: "بتحسّ إنّك مش بني آدم" - الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

وذكرت المنظمة الدولية أن "إسرائيل شنت هجومًا عسكريًا على قطاع غزة المحتل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومنذ ذلك الحين، قتلت وأصابت عشرات الآلاف من الفلسطينيين وهجّرت قسرًا 90% من سكان القطاع. كما تعمّدت عرقلة أو منع إدخال وتوصيل المساعدات الإنسانية والسلع، وفرضت قيودًا تحدّ من إمدادات الطاقة، مما أدى، إلى جانب الأضرار الهائلة والبنية التحتية، إلى انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي وإنتاج الغذاء والرعاية الصحية".

وقالت المنظمة الدولية: "وقد حققت منظمة العفو الدولية في هذا النمط من السلوك، وحلّلت التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الإسرائيليون، والتي جرّدت الفلسطينيين من إنسانيتهم أو دعت إلى تدميرهم في قطاع غزة. وقد راعت التحقيقات والتحليلات سياق الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وحصار القطاع، ونظام الأبارتهايد الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، فضلًا عن الهجمات على إسرائيل قبل الهجوم العسكري".

وذكرت المنظمة "وقد توصلت منظمة العفو الدولية إلى أن إسرائيل ارتكبت أفعالًا محظورة بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وهي القتل، وإلحاق أذى بدني أو نفسي خطير، وترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة لظروف معيشية تؤدي بها إلى تدميرهم المادي. وترى المنظمة أن هذه الأفعال يقصد خاص هو تدمير الفلسطينيين في القطاع، وتخلص إلى أنها أفعال تُرتكب عن عمد".

وفي إطار مشابه؛ أصدرت منظمة أطباء بلا حدود (Médecins Sans Frontières (MSF)) بياناً مهماً يدور في نفس السياق، تحت عنوان: "مصيدة الموت في غزة: تقرير منظمة أطباء بلا حدود يكشف حملة الدمار الشامل التي تشنها إسرائيل"، حيث يسلّط التقرير "الضوء على كيفية تدمير الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة على المدنيين في غزة والحرمان المنهجي من المساعدات الإنسانية ظروف الحياة".

وأضافت المنظمة البيان: "تشهد فرقنا علامات واضحة على التطهير العرقي إذ يتعرض الفلسطينيون للتهجير القسري والحصار والقصف"، إضافة إلى أن "النظام الصحي أمسى في حالة دمار وقد تعرضت الطواقم الطبية ومن بينها فرق أطباء بلا حدود للاحتجاز التعسفي أو القتل"، داعية إلى "وقف إطلاق النار وندعو الدول إلى تسخير نفوذها للتخفيف من معاناة الناس وتمكين توسيع نطاق المساعدات الإنسانية في غزة".

 *وإزاء هذه التقارير المهمة الصادرة عن عدة منظمات دولية، فإننا نود التأكيد على ما يلي:

*أولاً:* يتابع المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بترحيب بالغ التقارير الصادرة عن منظمة العفو الدولية (Amnesty International) وهيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch)، ومنظمة أطباء بلا حدود (Médecins Sans Frontières (MSF)) والتي أكدت ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة. > Muath Al Fudailat: هذه التقارير تعد خطوة مهمة نحو توثيق الجرائم التي ارتكبها الاحتلال، حيث تسلط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يعانيها المدنيون الفلسطينيون بفعل العدوان الوحشي الذين ينفذه جيش الاحتلال "الإسرائيلي".

*ثانياً:* نؤكد حقيقة ما أكدت عليها تقارير المنظمات الدولية وهي أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يرتكب جريمة الإبادة الجماعية بشكل ممنهج ومنظمـ ومع سبق الإصرار والترصّد، وبغطاء كامل من الإدارة الأمريكية على المستويات السياسية والعسكرية واللوجستية، وبمشاركة من دولٍ أوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول.

*ثالثاً:* يشيد المكتب الإعلامي الحكومي بالتقارير الدولية التي توثق جرائم الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ضد المدنيين والأحياء والقطاعات المدنية والحيوية بشكل مدمِّر.

*رابعاً:* لقد أشارت التقارير الدولية إلى الانتهاكات الجسيمة التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القصف الممنهج للمنازل والبنى التحتية، وفرض ظروف حياتية تهدف إلى تدمير الحياة الفلسطينية. كما أكدت العديد من المنظمات الدولية وجود تقارير مروعة حول تبخر الجثث بفعل قصف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المكثف، والاعترافات التي أدلى بها جنود الاحتلال حول استهداف المدنيين كجزء من السياسة العسكرية.

*خامساً:* إن هذه الشهادات الدولية - إضافة إلى ما كشفت عنه التحقيقات الميدانية والتقارير الإعلامية - تؤكد أن الاحتلال "الإسرائيلي" يمارس بشكل متعمد جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني في غزة، بما يشمل: قتل المدنيين عمداً واستهدافهم دون تمييز، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، والقصف المكثف للأحياء السكنية والتجمعات المدنية، مما أدى إلى محو آلاف العائلات بأكملها، و استهداف الطواقم الطبية والإغاثية، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

*سادساً:* يدعو المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية المختلفة إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والقانونية أمام هذه الجرائم البشعة، ونطالب بتحرك دولي عاجل لملاحقة ومحاسبة الاحتلال "الإسرائيلي" أمام المحاكم الدولية، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية، كما ونطالب بوقف فوري للإبادة الجماعية في قطاع غزة وإنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني منذ قرابة عقدين من الزمن، كما وندعو إلى دعم الجهود الحقوقية والإعلامية لتوثيق الجرائم وملاحقة مرتكبيها على كافة المستويات القانونية والدبلوماسية.

*سابعاً:* إن استمرار صمت المجتمع الدولي يُشكّل تواطؤًا غير مباشر مع الاحتلال في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية، وإننا ندعو كافة الدول والمؤسسات الحقوقية والمنظمات الإنسانية إلى التحرك الفوري لإنقاذ أرواح المدنيين في قطاع غزة ووقف هذا العدوان الوحشي الذي ينفذه جيش الاحتلال "الإسرائيلي".


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023